01 أكتوبر 2014
منتدى دبي للمدن الذكية يناقش البيانات متعددة المصادر وأثرها على مدن المستقبل
نظمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية اليوم ثاني جلسات منتدى دبي للمدن الذكية. ويهدف المنتدى لمناقشة مختلف القضايا المتعلقة بتنفيذ مبادرة دبي الذكية والتحديات والآفاق المستقبلية على مختلف المستويات بهدف تحقيق هذه الرؤيا الطموحة.
ألقت كلمة الافتتاح الدكتورة عائشة بطي بن بشر، مساعد المدير العام في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عضو اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية، وتطرقت في كلمتها إلى التعاون بين اللجنة العليا لمبادرة دبي الذكية وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بهدف نشر وتعزيز الوعي المعرفي في مختلف المجالات المتعلقة بالمدن الذكية ومناقشة أفضل الممارسات والتحديات في هذا المجال.
وقالت الدكتورة عائشة أن دبي تطمح للاستفادة من أفضل الممارسات الدولية كي تصوغ منهجها الخاص بها، ولا يخفى على أحد التحديات التي تواجهها المدن في الاستفادة من البيانات المتعددة المصادر، ولكننا في دبي نراها فرصة للتطوير عبر تكامل البيانات بين مختلف الأطراف، حيث أننا نعمل على الاستفادة منها عبر طرح حزمة من المشاريع لبناء منصات التعاون بين جميع الأطراف المعنية وتطوير التشريعات والقوانين والبنى التحتية لجعل دبي أسعد مدينة للمقيمين والزوار.
شارك في المنتدى عددٌ كبير من قيادات المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ذات الصلة بمبادرة دبي مدينة ذكية بهدف تعزيز التعاون والاطلاع على أحدث المستجدات وتبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات وفق المعايير العالمية.
واستضاف المنتدى أولغا بارا، رئيسة قسم التحليل الذكي في شركة IBM، الشرق الأوسط وإفريقيا، وتحدثت خلال مشاركتها عن الدور الذي يلعبه تحليل البيانات متعددة المصادر وأثر ذلك على المخططات والقرارات الحكومية.
مستهلة محاضرتها بالتعريف بالبيانات متعددة المصادر قالت أولغا: "يشير مصطلح البيانات متعددة المصادر إلى الكم الهائل من البيانات التي تجمع من مختلف المصادر والتي حتى عهدٍ قريب لم تكن هناك وسائل لتحليلها ووضعها موضع الاستخدام العملياتي" وتابعت المحاضرة بتسليط الضوء على كيفية توظيف تحليلات البيانات المتعددة المصادر في القطاع الحكومي وكيف يمكن أن تغير القطاع الحكومي والخدمي على مختلف الصعد عبر الانتقال من رد الفعل والاستجابة إلى التوقع والمبادرة.
وتطرقت المتحدثة إلى الاستفادة من البيانات متعددة المصادر عبر جمع كميات ضخمة من البيانات ومعالجتها وتحليلها والعمل بناء على نتائج دراستها بهدف الوصول إلى مدينة ذكية تمثل الحياة فيها تجربة أكثر أمناً وسلاسة وأثراً. كما تناولت أثر البيانات متعددة المصادر على التحول في المقاربة المتبعة في عملية الحوكمة واتخاذ القرار بالإضافة إلى التحديات التي تواجه التعامل مع هذه البيانات.
وركزت المتحدثة في محاضرتها على التحول الحضري في المدن الذكية وأثره على البنية التحتية والتنافسية والتطوير وقالت: "تسهم البيانات المتعددة المصادر في دفع الابتكار قدماً في القطاع العام والخاص حيث يستطيع القائمون على التخطيط العمل مع المواطنين والمقيمين على مجموعات البيانات المتاحة للعموم للوصول إلى حلول للتحديات التي تواجه المدينة. وتمثل التطورات الحاصلة في مجال البيانات متعددة المصادر فرصة غير مسبوعة لتطوير وتحسين عملية صنع القرار والتي سوف تسهم في جعل نمط الحياة في دبي نمطاً غير مسبوق ولا مثيل له بما يدعم رؤية دبي للمدينة الذكية".
وحول المنتدى قال الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "نتعاون في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية مع قادة مؤسسات القطاع العام والخاص بهدف المساهمة في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، والمتمثلة في تحول دبي إلى مدينة ذكية. وتمحورت جلسة اليوم حول توظيف البيانات متعددة المصادر في التخطيط الحضري ووضع التصور المستقبلي ضمن عملية التحول نحو المدينة الذكية" وأضاف الدكتور علي سباع المري: تكمن أهمية جلسة اليوم في تسليطها للضوء على توظيف تحليل البيانات والذي سوف يمثل بعداً مختلفاً عما تعودنا التعامل معه مع بدء هذا التحول. فنحن معتادون على النظر إلى البيانات متعددة المصادر على أنها بيانات تجمع على فترات زمنية ويتم معالجتها للخروج بتصورات استراتيجية، ولكن مع التطبيق الحقيقي لمفهوم المدينة الذكية سيكون هناك كم هائل من البيانات التي يتم جمعها من المدينة ليتم تحليلها ومعالجتها بهدف اتخاذ قرارات آنية تخص تقديم الخدمات اليومية على اختلاف أنواعها ومستوياتها . بالإضافة إلى أهمية التركيز على أمن المعلومات التي يجب التعامل معها بجدية في الفترة المقبلة مع التحول التقني الذي تشهده دبي".
وجرت بعد الجلسة مناقشات تناولت التحديات التي تواجه توظيف تحليل البيانات متعددة المصادر في تحقيق رؤية المدينة الذكية والآفاق المستقلبية لها، وتركزت الحوارات على الاستراتيجيات الواجب اتباعها وأثرها على المؤسسات العامة والخاصة وما تمثل من متطلبات واحتياجات.