روايتنا: حاضرها وماضيها

تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى أن تعتمد اقتصاد المعرفة وتبرز مكانتها في الساحة العالمية للمعرفة. لكنها تصر أيضا على الحفاظ على هويتها المحلية مما يتطلب من الدولة إيلاء أهمية خاصة للبحوث في العلوم الاجتماعية الهادفة إلى توثيق وفهم الحياة اليومية للمواطنين وكيفية تأثرها  بالتغييرات المحيطة بها محليا وإقليميا ودوليا.َ ويمكن ذكر أسباب ثلاثة تبرر ذلك: أولاً، تُكسب العلوم الاجتماعية المواطنين فهما أفضل لهويتهم الوطنية فيتعرفوا على تاريخهم وهويتهم وصراعاتهم وثانياً تسمح للمواطنين بالوصول إلى المعارف العالمية والمحلية وثالثا،ً تساعد الدولة على تعزيز  مصالحها عالميا وصقل الخطاب المحيط عنها. 

وعليه، تنظر هذه الورقة في التحديات والفرص المصاحبة لبحوث العلوم الاجتماعية في الدولة استناداً إلى استبيان رأي أجري بين شهري يوليو وسبتمبر 2014 وطال أكثر من ثلاثين أستاذاً في ست من أهم جامعات الدولة إضافة إلى مقابلات مع زملاء وأكاديميين في المجال. 

حدد البحث عدداً من التحديات الهامة التي تعيق الإنتاج البحثي في الدولة إضافة إلى نقاط قوة تشكل فرصا هامة لتطوير قدرات البحث في العلوم الاجتماعية وزيادة الإنتاج فيها.

تم النظر في التحديات والفرص في سياق التوجهات الإقليمية والعالمية في القطاع الأكاديمي وأبرزها العولمة وانتشار الرأسمالية النيو ليبرالية. وتنطلق الورقة من هذه النقطة لدراسة موقف العالم العربي وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة في سياسات المعرفة العالمية. وتطرح الورقة أسئلة  هامة لمعرفة كيف يتأثر البحث في العلوم الاجتماعية وإنتاج المعرفة في الدولة بسياسات المعرفة العالمية هذه وكيف تؤثر العولمة والنقص في البحوث في العلوم الاجتماعية على قدراتنا في تحديد مصيرنا وسرد روايتنا الخاصة والاستفادة من المعرفة العالمية بما يعود بالمنفعة على التنمية  الاجتماعية.

تقسّم هذه الورقة إلى ثلاثة أقسام مختلفة: أولاً، تحديد سياق العلوم الاجتماعية في العالم العربي برمته وتحديد التحديات التي تحدوها وثانيا النظر في إنتاج العلوم الاجتماعية في الدولة وأخيراً، نعرض مجموعة من التوصيات الموجهة إلى الهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدولة.