ما تزال المنطقة العربية تواجه تحديات إنمائية هائلة وعلى أصعدة متعددة. فقد بدأت "الأعوام العشر من العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة" الحالية بصدمة اجتماعية واقتصادية تسببت فيها جائحة كوفيد-19 . وقد أدى هذا أيضاً إلى تعطيل مسار التنمية في العديد من بلدان المنطقة العربية، التي يشهد بعضها في الأصل صراعاتٍ عنيفةً أو اضطراباتٍ سياسيةً داخليةً. واليوم، أصبح تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. سوف تحقق دول المنطقة العربية، فرادى ومجتمعة، المكاسب إذا تمكنت من التغلب على التحديات الإنمائية المتزايدة، وسرّعت الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولكن ما يزال هناك العديد من المتطلبات الأساسية أمام هذه الجهود لإنتاج القيمة الاقتصادية وتحقيق الأثر من خلال العديد من السُبل الإنمائية. وتشمل هذه الجهود، من بين العديد من الأمور الأخرى، إتاحة أدلة دقيقة وميسّرة لتكون في متناول العديد من الجهات المعنية، والتي تمكِّن أولاً من إجراء تقييم محلي موضوعي للحالة الراهنة للتنمية، وثانياً، إتاحة البيانات لجميع الجهات المعنية للاسترشاد بها في خيارات السياسة ورسم الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ينبغي أن يوفّر فهم الوضع الحالي والاتجاهات المتغيرة أساساً متيناً يعتمد منظوراً قائماً على البيانات، ويمنح توضيحاً كافياً حول كيفية التغلب على العديد من العقبات التي تم تسليط الضوء عليها.
 
يتمثل الهدف من مؤشر ولوحات متابعة أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، في هذه المرحلة الحاسمة، في توفير أداة عملية قائمة على البيانات للحكومات وصانعي السياسات والجهات المعنية الأخرى، لقياس التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإبراز تحديات التنفيذ والفجوات في البيانات. يتكوّن مؤشر أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية للعام 2022 من 110 مؤشرات فرعية تغطي أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ولكل منها درجة معينة (0–100) ولون خاص (أخضر أو أصفر أو برتقالي أو أحمر) للدلالة على الأداء؛ فيما تشير الأسهم إلى اتجاهات التقدم نحو تحقيق أهداف تلك المؤشرات حيث تتوفر بيانات لسنوات متعددة.
 
يحتوي مؤشر ولوحات متابعة أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية للعام 2022 على 29 من المؤشرات الجديدة التي تعكس الأولويات والتحديات الإقليمية. وقد استند اختيار هذه المؤشرات إلى مشاورات إقليمية جرت مع الخبراء من أجل وضع نسخة 2019. ولتقليل التحيز المحتمل، ألغى مؤشر المنطقة العربية أيضاً، بالمقارنة مع تقرير التنمية المستدامة العالمي للعام 2021، تلك المؤشرات التي تكون فيها تغطية البيانات غير كافية في الوقت الراهن. ولتغطية المزيد من الدول، أدرَجَ مؤشر المنطقة العربية دولة فلسطين التي لم يتم تضمينها حتى الآن في التقارير العالمية. كما يوفر التقرير إجمالي درجات إنجاز أهداف التنمية المستدامة لبلدين عربيين، وهما ليبيا وجزر القمر اللذين لم يحققا درجة في التقرير العالمي بسبب انخفاض توافر البيانات.